ألم عظام الفك من أشد أنواع الألم تعقيدًا، والسبب ليس لصعوبة تحديد مصدره بدقة فقط ، بل أيضًا لتداخله مع العديد من الأعضاء والوظائف المجاورة ومنها تقلصات مشاكل الأسنان، والجيوب الأنفية ، والأذنين، وأعصاب الوجه ،فأحياناً يكون الألم بشكل عابر وبسيط ، أو يكون حادًا يؤثر على حركة الفم بشكل عام ويؤثر على الحالة النفسية …
ألم عظام الفك من أشد أنواع الألم تعقيدًا، والسبب ليس لصعوبة تحديد مصدره بدقة فقط ، بل أيضًا لتداخله مع العديد من الأعضاء والوظائف المجاورة ومنها تقلصات مشاكل الأسنان، والجيوب الأنفية ، والأذنين، وأعصاب الوجه ،فأحياناً يكون الألم بشكل عابر وبسيط ، أو يكون حادًا يؤثر على حركة الفم بشكل عام ويؤثر على الحالة النفسية للمريض ، والفك يعد أهم الهياكل العظمية الموجودة بجسم الإنسان، وهذا ليس لدوره الحيوي في حركة الفم من خلال المضغ والكلام فقط ، بل لارتباطه الوثيق أيضًا بعضلات وأعصاب دقيقة جداً تجعله شديد الحساسية لأي خلل أو ضغط ، فما هى أسباب ألم عظام الفك ، وهل أحياناً يكون نفسياً وليس عضوياً ، وكيف يمكن تشخيصه ، وماهى طرق الوقاية منه ، هذا ما سوف نناقشه خلال السطور القادمة فتابعوا القراءة اعزائي فضلاً .
فى البداية وقبل شرح أى تفاصيل خاصة بالموضوع لابد من التمييز بين كلاً من :
وفي الكثير من الحالات المصابة ، قد يصعب التمييز ما بينهما دون عمل تقييم طبي دقيق، نظرًا لتشابهة الأعراض بشكل كبير .
هناك العديد من الأسباب التى تتسبب فى ألم عظام الفك ، ومنها :
مشاكل المفصل الصدغي أو TMJ Disorders تشير إلى مجموعة من المشاكل التي قد تؤثر على سلامة المفصل مثل ، انزلاق الغضروف ، والتهابات المفصل نفسه ، ومشاكل في العظام المحيطة للفك ، وتيبس بالعضلات المرافقة .
ومن الأعراض التى تدل عليها ، طقطقة عند حركة الفك ، وألم أمام الأذن مباشرة ، وصداع بدون سبب معلوم ، والشعور بأن الفك غير مستقر .
تعد مشكلة التهاب العظام أو Osteomyelitis ، حالة نادرة نسبياً ولكنها لا تعد خطيرة، فهي تحدث نتيجة الاصابة بعدوى بكتيرية تصيب عظام الفك وغالبًا ماتكون بعد خلع سن أو إصابة معينة ، ولكن هناك علامات تحذيرية قد تدل على تلك الإصابة ومنها ، التورم والاحمرار في الفك ، وألم شديد نابض ، وحمى وقشعريرة مستمرة ، مع خروج صديد من منطقة اللثة أو الجلد.
تلك الأعراض الخطيرة قد تبدأ فى صورة ألم عادى وبسيط ثم يتفاقم بمرور الوقت مثل ، أورام الغدد اللعابية ، و الورم الأرومي المينائي ، أو النقائل السرطانية من أماكن أخرى .
ولكن هناك أعراض قد تكون خطيرة ولابد من الحذر عند ملاحظتها مثل ، فقدان الوزن بشكل سريع ومفاجىء ، أو أن الألم شديد لا يحتمل ولا يستجيب لمسكنات الألم ، أو صعوبة مستمرة فى البلع والكلام ، أو تنميل نصف الوجه ، فاذا كان هناك أعراض مماثلة يفضل الرجوع لطبيب مختص وبحث مصدر المشكلة فى أسرع وقت ممكن .
عند الاصابة بالتهابات جذور الأسنان العميقة أو الخراجات التى قد تمتد إلى منطقة عظم الفك السفلي أو العلوي ، أوالتهابات الجيوب الأنفية الأمامية فهذا قد يتسبب فى زيادة الألم عند الانحناء نحو الأمام ، أو ضغط قوى وألم بالفك العلوى ، أو انسداد بالأنف أو إفرازات صفراء اللون .
احياناً تظهر مشاكل عصبية مثل العصب الثلاثي التوائم وهذا العصب عادة ما يغذي جزء كبير من الوجه وعند حدوث أى تهيج به قد يؤدي إلى ألم عنيف مماثل لشعور الصدمة الكهربائية، وهو يكون في أحدي جانبي الفك.
تعتبر مشكلة الصرير أو Bruxism ، هى عبارة عن عادة لا إرادية تحدث أوقات النوم، وهى تتسبب فى تآكل الأسنان توالياً ، والشعور بضغط قوي على عظام الفك ، وإرهاق عضلي مستمر اوقات الصباح.
الإجابة هى نعم بالتأكيد ، فالكثير من الحالات التي تعاني من الاضطراب والقلق أو الاكتئاب تظهر عليهم العديد من الأعراض الجسدية المختلفة ، مثل الشعور بتقلصات شديدة بعظام الوجه ، وشد عضلي بالفك ، و ألم مزمن بدون تفسير لمصدر الشكوى ، وغالبًا ما يترافق هذا مع اضطراب النوم والمشاكل الخاصة بالهضم أو تسارع نبضات القلب.
هناك علامات خاصة يفضل عدم تجاهلها عند ظهورها ، وبالأخص إذا كان ألم الفك مصحوبًا بأي من الأعراض التالية:
يقوم الطبيب بعمل تقييم شامل يبدأ بالتاريخ المرضى، ثم يستخدم بعض الفحوصات الخاصة للتمكن من الوصول لمصدر المشكلة ، ومنها :
بشكل عام طرق العلاج تتفاوت حسب سبب الإصابة وحجم المشكلة والأعراض ، وهي تشمل:
وهي طريقة خاصة إذا كان الألم بسيطًا ، ويكون من خلال الكمادات الدافئة على المفصل أو الفك المصاب ، مع تجنب تناول الطعام ذو الطابع الصلب أو المضغ الزائد لفترة ، وفى حالة تزايد الألم من الممكن تناول بعض المسكنات الخفيفة فى البداية مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين .
ويكون من خلال بعض الادوية المعروفة بعد استشارة الطبيب المختص ، وتكون عبارة عن مضادات الالتهاب غير الستيرويدية NSAIDs ، ومرخيات عضلية في حالات التشنج العضلي ، وفي بعض الحالات يتم الاستعانة بمضادات الاكتئاب الخاصة بـ لآلام العصب أو الحالات النفسية ، وفى حالات العدوى يتم استخدام المضادات الحيوية.
مثل العلاج باستخدام الموجات فوق الصوتية ، وعمل تمارين تقوية العضلات الفكية وتوسيع مدى الحركة ، مع عمل جلسات كهربائية محفزة للعضلات فى بعض الحالات .
يتم استخدام الأجهزة المساعدة للحد من تزايد المشكلة ، مثل عمل تقويم للأسنان لتحسين مشكلة الإطباق وتوزيع الضغط على الفم ، واستخدام واقي ليلي للأسنان أو Night Guard لمن هم يعانون من صرير الأسنان أثناء النوم .
عند عدم نجاح أى من الطرق السابقة ، لا يكون هناك حلول متاحة سوى الحل الجراحى كحل نهائى ، وهو خاص بحالات الكسور أو الأورام أو الالتهابات الشديدة للعظام ، وهى تتنوع ما بين الجراحة البسيطة وإعادة بناء المفصل حسب حاجة الحالة .
خطوات بسيطة قد تساعدك على تفادى العديد من الألم ، مثل :
فى النهاية اعزائى يعتبر ألم عظام الفك ليس فقط عرضًا عابرًا كما يعتقد الكثير، ولكنه قد يكون مؤشرًا على حالات طبية عديدة ما بين البسيطة منها و الخطيرة ، ولذلك لا يُنصح أبدًا بتجاهلها أو الاعتماد على تناول المسكنات عند الشعور بتقلصات فقط ، وبالأخص إذا استمر أو تصاعدت شدته ، فإذا شعرت بأي ألم في الفك واستمر معك لأكثر من يومين، أو كان مصحوبًا بأعراض جديدة مستحدثة مثل الطنين أو تيبسات الفم أو التورم، فلا يفضل التأخر عن زيارة الطبيب ، يمكنكم مراسلتي عبر وسائل التواصل الخاصة بي ، أو زياراتي فى عيادات الدكتور محمد القرني استشاري زراعة وتجميل الأسنان للرد على الاستفسارات وتقديم الحلول المتاحة والدعم المطلوب الأنسب لكم.
