احياناً قد تكون آلام الوجه والفك العلوي أمر محير للمريض والطبيب معًا، بالاخص عند ظهور أعراض التهابات الجيوب الأنفية بمصاحبة آلام الأسنان ، وظاهرياً قد يبدو الربط بين مشاكل الأسنان وأعراض آلام الجيوب الأنفية غير بديهياً للكثير ولكن فى الحقيقة هناك علاقة وثيقة ومعقدة بين المنطقتين ، فالكثير من المرضى يلجؤون لطبيب الأسنان نتيجة تقلصات …
احياناً قد تكون آلام الوجه والفك العلوي أمر محير للمريض والطبيب معًا، بالاخص عند ظهور أعراض التهابات الجيوب الأنفية بمصاحبة آلام الأسنان ، وظاهرياً قد يبدو الربط بين مشاكل الأسنان وأعراض آلام الجيوب الأنفية غير بديهياً للكثير ولكن فى الحقيقة هناك علاقة وثيقة ومعقدة بين المنطقتين ، فالكثير من المرضى يلجؤون لطبيب الأسنان نتيجة تقلصات في أحد الأضراس العلوية بالفم حتى يكتشفوا أن السبب لا علاقة له بالأسنان من الأساس ، بل هو نتيجة لإلتهاب بالجيوب الأنفية أو العكس ، احياناً تبدأ المشكلة من عدوى في إحدى الأسنان بالصف العلوي لتصل إلى الجيوب الفكية، مسببة التهابات مزمنة تؤثر بالسلب على سلامة التنفس بشكل سليم ، فما هي العلاقة بين الجيوب الأنفية والأسنان بشكل علمي ، و ما هي أسباب تداخل الأعراض، وكيف يمكن التمييز بينهما، وما هى طرق العلاج والتشخيص السليمة ، هذا ما سوف نناقشه خلال السطور القادمة فتابعوا القراءة اعزائي فضلاً .
فى البداية تعتبر الجيوب الأنفية هي عبارة عن تجاويف في عظام الوجه والجمجمة مملوءة بالهواء ، وأهمها الجيب الجبهي ، والجيب الوتدي ، و الجيب الغربالي ، و الجيب الفكي وهو أكبر الجيوب الأنفية، ويتمركز بشكل مباشر فوق منطقة جذور الأضراس العلوية، وبالتحديد الضاحك الثاني والضرسين الأول والثاني ، واحياناً في بعض الحالات يكون هناك فاصل عظمى رفيع أو يكون غير موجودة تمامًا بين جذور تلك الأسنان ومنطقة الجيب الفكي ، ولذلك عند الشعور بأي التهاب أو ضغط داخل هذا الجيب قد يكون سبباً فى ألم مشابه لألم الأسنان، أوالعكس.
بالطبع فهذا النوع من الألم يسمى بـ الألم المحول أو Referred Pain ، وهو يحدث نتيجة مشاركة الأعصاب بين الأسنان و الجيوب الأنفية ، و العصب الثلاثي التوائم أو Trigeminal nerve هو المسؤول عن إشارات الإحساس بالوجه والفم وينقل الإشارات من كليهما، ولذلك من الوارد أن يخطئ الدماغ في تفسير مصدر الألم بالتحديد ، حيث ان هناك علامات تدل على أن مصدر ألم الأسنان ناتج عن الجيوب الأنفية ، ومن أهمها :
فى هذه المرحلة تكمن خطورة الإهمال وبالأخص الجانب العلوي للفم ، فقد تتسبب امراض الاسنان فى تسريب الحشوات أو أي من أدوات العلاج في مرحلة علاج الجذور الى منطقة الجيب وينتج عنها ألماً كبيرا وتهيج ، أو فى حالة اختراق العدوى أرضية الجيب ينتج عنها التهابات بالجيوب الفكية ، وفى حالة خلع إحدى الأضراس العلوية أحيانا تسبب فى فتحات بين الجيب الانفي والفمي وهو ما يسمح للبكتيريا الدخول الى الجيوب ، ومن الأسباب الشائعة لالتهابات الجيوب الأنفية نتيجة للأسنان هي جراحات الزراعة العميقة التى تخترق الجيب ، أو ظهور خراج سنى مزمن ، أو الكيس الجذرى ، أو الحشوات العميقة دون حذر .
يعد التمييز بين ألم الأسنان وألم الجيوب الأنفية أمراً يحتاج الى معرفة بأعراض كل منهما بشكل مفصل ، حيث أن التشابه قد ينتج عنه تأخير بالتشخيص أو البدء بالعلاج المناسب السليم ، ومن أهم المؤشرات التي تساعد على التمييز بينهم :
وهى من أبرز المؤشرات لالتهاب الجيوب الأنفية حيث أن الألم يزيد عند محاولة الانحناء جهة الأمام أو عند رفع الرأس لأعلى أو الاستلقاء، وذلك بسبب تغير مستوى الضغط داخل الجيوب، بينما ألم الأسنان لا يتأثر كثيرًا بتلك الوضعيات.
غالبا ما يكون فى سن واحد في حالة مشاكل الأسنان ومحدد بشكل كبير ، ولكن في حالات الجيوب الأنفية عادة ما يكون الألم منتشرًا على أكثر من سن بالجانب العلوي ومن الصعب تحديد المصدر بشكل دقيق .
عادة ما يكون الألم السني ذو طابع حاد، ونابض، ويزداد كلما تم تناول مشروبات مثلجة أو ساخنة، أو أثناء الضغط على السن ، أما ألم الجيوب الأنفية يكون مثل بالضغط أو الثقل في منطقة الخد، ولا يتأثر بتناول الطعام أو المضغ.
غالبًا ما تكون هناك أعراض أخرى مصاحبة في حالات الجيوب الأنفية مثل احتقان الأنف، أو السيلان، أو فقد حاسة الشم، و الصداع المتقطع في الجبهة أو حول منطقة العين، أو طنين بالأذن ، بينما ألم الأسنان الناتج عن عدوى عادة يكون مصحوب بتورم في اللثة، ورائحة فم كريهة، أو خراج.
فى حالة زوال الألم بعد تناول مضادات الاحتقان أو المضاد الحيوي المخصص للجيوب الأنفية، فغالبًا يكون مصدره الجيوب ، ولكن فى حالة استمرار أو لم يزول إلا بعد التدخل مثل عمل حشو العصب، ففى الغالب ما يكون مصدره الاسنان .
إن الأشخاص الذين قد عانوا مؤخرًا من نزلات برد أو حساسية موسمية ويعانون الآن من ألم في صف الأسنان العلوي غالباً يكون السبب هو التهاب في الجيوب، ولكن من لم يشتكوا من مشاكل بالأنف مؤخرًا، على الأرجح يكون السبب الاسنان .
عادة ما يتم التشخيص الدقيق من خلال تعاون بين كل من اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة واختصاصي الأسنان. وذلك عن طريق :
تبدأ من خلال فحص الأسنان وبحث وجود التجاويف بها أو الخراجات، أو أعراض الحساسية ، مع تقييم الجيوب الأنفية بشكل دقيق عن طريق عمل فحص الأنف بالمنظار.
تكون من خلال عمل اختبار تخفيف الألم بعد تناول مضادات الاحتقان أو مضاد حيوي لتحديد المصدر، مع تقييم الاستجابة للطرق أو البرودة على الأسنان.
اولاً : فى حالة كان السبب التهاب في الجيوب الأنفية:
العلاج الدوائي
العلاج الجراحي
يبدأ الاستعانة بالعلاج الجراحي في حالة عدم نجاح العلاج الدوائي ويكون من خلال :
ثانياً : فى حالة كان السبب من الأسنان:
بالطبع هناك أعراض ومشاكل تبدو خطيرة ناتجة عن الإهمال فى العلاقة بين الأسنان والجيوب الأنفية ، ومن أهمها تكرار الفتحات الفموية الأنفية بعد إجراء خلع الأسنان ، واستمرار الألم المزمن وعدم الاستجابة للتسكين والعلاج ، مع تكوين جيوب انفية مزمنة ينتج عنها أعراض صداع متقطع ، واحياناً في بعض الحالات النادرة قد تنتقل العدوى من الجيوب الى محيط منطقة العين أو المخ ، وفى النهاية قد تؤثر على نجاح عمليات زراعة الأسنان نتيجة لإهمال علاج الجيوب قبل الإجراء .
نقدم لك بعض الإرشادات والنصائح المجربة لتجنب بعض المشاكل المحتملة المشتركة مابين الأسنان والجيوب الانفية ، ومنها :
فى النهاية تعد العلاقة بين الجيوب الأنفية والأسنان هي واحدة من أبرز الدلائل على تداخل التخصصات الطبية ، وفى حالة الإهمال أو الخطأ في التشخيص قد يؤدي ذلك إلى علاجات غير سليم يصل لتفاقم الحالة ، ولذلك يفضل زيارة طبيب أنف وأذن وحنجرة مع طبيب الأسنان للعمل كمجموعة في مثل هذه الحالات المعقدة ، فإذا كنت تعانى من مشكلة بالأسنان والجيوب الأنفية معاً فلا تتردد فى مراسلتي عبر وسائل التواصل الخاصة بنا ، او من خلال زياراتي فى عيادات الدكتور محمد القرني استشاري زراعة وتجميل الأسنان للرد على الاستفسارات وتقديم الدعم المطلوب وبحث الحلول الأنسب لك .
